نلتقي بهم كل يوم، أشخاص يبتسمون بحرارة، يضحكون بصوت عالٍ، ويبدو أنهم يعيشون حياة سعيدة بلا هموم، لكن خلف تلك الابتسامات قد يكون هناك عالم مظلم من الحزن والمعاناة. هذا هو “الاكتئاب المبتسم” الحالة النفسية التي يخفي فيها الشخص آلامه خلف قناع من السعادة المزيفة.
يعتقد الكثيرون أن الاكتئاب مرتبط بالانطواء، البكاء المستمر، والعزلة، لكن الحقيقة أن بعض المصابين به يصبحون بارعين في التمثيل.
فهم يتصرفون كأنهم بخير، ينجزون أعمالهم بكفاءة، ويجاملون الآخرين، بينما يعانون داخليًا من فراغ عميق وألم نفسي لا يوصف.الخوف من الحكم الاجتماعي، أو الإحساس بالمسؤولية تجاه العائلة والعمل، يجعل هؤلاء يختارون إخفاء مشاعرهم بدلًا من طلب المساعدة.
لكن هذا الإنكار لا يلغي الألم، بل قد يزيده سوءًا، مما يجعلهم أكثر عرضة للانهيار النفسي أو حتى الانتحار في بعض الحالات.التعرف على الاكتئاب المبتسم ليس سهلًا، لكن هناك إشارات يمكن ملاحظتها: إجهاد دائم، تغييرات في النوم أو الشهية، تجنب الحديث عن المشاعر، وتصنّع الفرح في المواقف المختلفة.
إذا لاحظت ذلك في شخص قريب، فلا تتردد في دعمه، ليس عبر الأسئلة المباشرة فقط، بل بالاستماع إليه دون أحكام، وإشعاره بالأمان والاهتمام.
لا يجب أن تكون الابتسامة دليلًا على السعادة دائمًا، فالبعض يبتسم كي لا يسألهم أحد: “ما بك؟”. لذلك لنحاول أن نكون أكثر وعيًا ونبحث عن الحقيقة خلف تلك الابتسامات التي قد تخفي وجعًا لا يُرى.