بين القلق والعزلة..هل هي قدرًا في عالم مزدحم مطمئن؟

في زحام الحياة وتسارع وتيرتها دائمًا مانجد أنفسنا عالقين في دوامة القلق والعزلة وكأنهما وجهان لعملة واحده تدور ثم تلقي نفس النتيجة لا مفر منها ، الشعور بالقلق من توقعات عالية من حياة فارغة من مستقبل مجهول ومن ضغوط لا تهدأ في المقابل نجد أنفسنا تحت عزلة ننسحب من حياة اجتماعية مُفضلين العزلة كمهرب مؤقت ، يظل شعور الوحده على الرغم من تواجد الناس من حولك يعصف بك شعور العزلة والقلق مما يجعل من الصعب الاعتراف بالمعاناة او البحث عن دعم مناسب.


للقلق والعزلة علاقة معقدة فالقلق شعور طبيعي ولكن حين يزيد عن حده يصبح عبئًا نفسيًا مُرهق ، البعض يواجه قلقه بالبحث والمواجهة ولكن البعض يلجأ للعزلة التي قد تكون بالبداية مريحة ويرى انها اعادة شحن طاقته لكن بعد مدة قصيرة من الزمن تتحول الى دوامة للقلق والتوتر المرهق المُضر فكلما ابتعدنا عن عن التواصل الاجتماعي زادت افكارنا السلبية ووجدنا انفسنا عالقين في دوائر القلق دون مخرج ، نعيش الأن في زمن يفرض علينا ان نكون دائمًا في حالة إنجاز نلاحق الوقت ونقارن انفسنا بالأخرين عبر شاشات تعج بنجاحات الأخرين البراقة وسائل التواصل الاجتماعي جعلت حياتنا اشبه بمنافسة لاتنتهي يقاس النجاح بعدد الإنجازات والفشل والاخفاق عيب لايُغتفر مما يولد ضغط نفسي يجعل القلق يتسلل إلينا حتى في توافه أمور حياتنا والعزلة التي تأتي من القلق قد تؤدي الى تغييرات كبيرة في حياتنا فهي ليست مجرد تجربة نفسية عابرة بل هي حالة تحتاج التعامل معاها بحذر وأهتمام ، العزلة قد تكون عبئًا ثقيلًا ولكن هناك دائمًا طرق للتغلب عليها والعودة الى حياة مليئة بالاتصال الإنساني والدعم العاطفي.


الحل ليس بالهروب بل في التوازن وربما يكون الحل في خطوة صغيرة ..محادثة، لقاء ، لحظة تُعاد تذكرنا اننا لسنا وحدنا في هذه الرحلة ، الى متى سنظل نهرب من قلقنا الى عزلة تزيد من حدة الوضع؟ العزلة ليست ملجأ بس جدار قاسي نبنيه حول انفسنا دون ان ندرك ربما حان الوقت الأن لنسأل أنفسنا ماذا لو واجهنا مخاوفنا بدلًا من الانسحاب؟ الحياة لاتنتظر والعالم لن يتوقف لأجلك حتى تشعر بالجاهزيه الكاملة فكيف ستختار أن تواجه مخاوفك اليوم؟